نورا.. فيلم روائي سعودي يحكي قصة فتاة مفعمة بالطموح والفرح وحب الفن في قرية سعودية نائية. في التسعينيات تقضي نورا معظم وقتها بعيداً عن جمود الحياة في القرية، يدفعها عقلها اللامحدود للخروج من تلك الحياة، وطموحاتها الاستثنائية التي كانت ترسمها في مخيلتها يلونها "نادر" المعلم الذي جاء من المدينة إلى تلك القرية، ليكمل تلك الصورة بشخصين يجدان بعضهما البعض ويكتشفان صوت الإبداع والفن بداخلهما. ومن خلال محاولته رسم نورا يحيي مواهبه الفنية بداخله ويوقظ في المقابل مواهبها التي كانت تطمح إليها. القصة مدهشة لأنها تمس واقع المجتمع السعودي

بداية من المكان وتضاريسه، حيث تشكل العلا بجمالها بيئة خصبة لصناعة الأفلام واستقطاب مشاريع الإنتاج التي تريد الاستفادة من المناخ والدعم اللوجستي والمالي من (فيلم العلا)، الذي شجع بدوره المواهب على تجربة الفن القادر على تغيير المجتمع. ولعل العلا هي الخلفية المثالية لقصة مثل نورا، مروراً باللهجة السعودية وانتهاءً بالأحداث التي تجعلك تشعر وكأنك بينهم بشفافية تامة، تصور واقعاً يعيشه أبناء ذلك الجيل لتسلط الضوء على إصرار بعض العقول المبدعة والمبتكرة على تجاوز المألوف رغم الظروف.

في إنجاز غير مسبوق، تمكن الفيلم السعودي "نورا" المدعوم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي من الوصول إلى مهرجان كان السينمائي ليصبح أول فيلم سعودي يحقق هذا الإنجاز، وهذا يكفي ليكون دليلاً على ثراء مواهبنا السينمائية السعودية.

العمل رائع لأنه نقل الثقافة السعودية لتلقى ترحيبا من مجتمع السينما العالمي، فالمواهب حاضرة والدعم مستمر والإبداع لا مثيل له.