سبحت أفكاري في فضاء ذهني ككاتب يجوب خياله، تاركاً قلمه ليكتب كلمات تنبع من تراث جماعي، فسبحت في فضاء ذهني ككاتب يجوب خياله...
لقد اخترت أن أصور أنفاس النساء اللاهثات وراء إزالة تراكمات القهر من قلوب تريد أن تتحرر من عبودية الأعراف والمفاهيم الخاطئة.
كيف حصلت على هذا؟
أترك لكم الكثير دون شرح حتى لا تضيع متعة القراءة والبحث عن المجهول…
"أنا منقذي."
عندما تتصادم أمواج الحياة معك وتأخذك إلى حافة الهاوية حيث تتقاطع الطرق، سيمتلئ عقلك بالدهشة لشحن جسدك الذي يوشك على نفاد طاقته.
هنا يجب أن تتأمل هذا الخطاب العظيم، ستجمع قوتك وتردد أنا منقذي…
في هذه اللحظة يثور العصف الذهني بركان ظل كامناً بين جوانب التكلس العقلي داخل طبقات رسوبية كانت نتاجاً للحفريات على مر السنين.
أليس البحث عن الذات الحقيقية لا يتم إلا حين تخوننا قوانا؟ أم أن السلام الداخلي ليس مطلباً إنسانياً لتحقيق الطمأنينة؟ إذن فهو ينبع من الداخل فلا تبحث عنه، فهو حالة ذهنية تدرك فيها ذاتك لتغنيك عن العالم الخارجي حتى تعيش حالة من الطمأنينة والراحة والسكينة من الداخل.
كل هذا لن يأتي إلا عندما تتخذ النية المطلقة لتحرير أفكارك وربما عاداتك السابقة، فهي بالتأكيد لا تشبهك، فمجدافك المكسور أخذته أمواج الحياة المضطربة إلى حيث انتهى العصف الذهني الخاص بك.
في هذه اللحظة أنا متأكد أنكم تأكدتم من تغيير مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) إلى مبدأ (الوسيلة إلى الفضيلة) هنا ومن هذه اللحظة التاريخية بعد هذا العذاب الطويل سوف ينقشع الغبار وتتضح رؤيتكم لأنكم أحدثتم تغييراً كبيراً عدلتم فيه بوصلتكم فلم تعد وسائل الأمس التي أثقلتكم تعني لكم شيئاً لأنها أصبحت ترتكز على أهداف أشبه بالسراب.
لقد جاء قانون الحياة بعدل لا مثيل له، نحن الذين نقوم بإجراء التغييرات حتى تصبح عديمة اللون تقريبًا وحتى بلا طعم.
لماذا هذا الكذب؟ ولماذا التصنع؟ وماذا عن تلك القوانين التي أصدرتها لمن حولك حتى يشعر الجميع بأنك قادر على إدارة دفة الحياة وحدك؟
ماذا عن بيئتك الصغيرة التي لم تمتثل للأوامر التي نسجها خيالك بأنها الأفضل.
أعلم أنك أدركت أن الحياة أخذ وعطاء، بلا إكراه.. وما أخذ بالقوة لا يمكن استرجاعه إلا بالقوة، وهو قانون كوني لا يمكن تجاهله وفق مبدأ الحياة العادلة.
وبعد ذلك "كيف حصلت على هذا ..."
هنيئاً لك أنك خرجت من الدائرة المفرغة التي بقيت تدور فيها لسنوات عجاف، الآن أدركت أن وسائل العيش بسلام في هذه الحياة هي تلك الأشياء المتوفرة والتي تنبع من داخلك بكل الوسائل وحسب قدراتك المادية وإمكاناتك العقلية.
هنا تصبح استعداداتك الطبيعية أو حتى المكتسبة "فضيلة تنبع من مبدأ داخلي في أفعالك تصل من خلاله إلى الكمال الخاص بك.
أقول هذا وأنا أعلم أن هذه الرحلة كلها لم تكن غمضة عين، بل كانت نتيجة ألم وخيبة أمل وصراع بين الحق والباطل، بين الحاضر والمفقود، تصادمت الأضداد كالمجرات تدور داخل جوهر عقلك لتستقر في سماء اللطف الإلهي، حيث يقودك نور البصيرة إلى الطريق الصحيح، حيث الفتحات الإلهية والتفكير ضمن منظومة متكاملة وكأنك تقودها سيارة….
…إنه من الله.